١‏/٧‏/٢٠٠٨

الولدان السيس المخلدون (3) : "اتفقنا؟"

رَقَّ قلبي..
وأنا أنظر بإعجاب نحو شابين , أوقفا فتاتيهما عن السير ليحملا شحاذاً..كان نائماً على الرصيف.. ليضعاه على دِكَّة انتظار (الأوتوبيس)..
لكن!
(نفسي) عادت لتخبرني سريعاً :
"متصدقش الحركات ديه! .. دول بيتمنظروا قُدّام الجُثَثْ اللي معاهم".
أذهب إلى المول , أسرق قميصاً كان معلقاً قرب ستار غرفة قياس الملابس في المحل الفخم .. أشعر بالملل والدوار من السلم الكهربائي.
طواف بلا جدوى!
أخرج..
لأواجه خيار للموت أو للحياة :
ألمح شجار بالمطاوي والعصي بين أبناء الذوات .. أذهب لأحُجِّز..
فيطاردني خيار الموت .. لكن خيار الحياة موجود..
فأعود بِمَحَافِظِ المُتَشَاجِرِين.
.......................
أمام العمارة التي فيها شقتي ..أجد فتاة وحيدة ,هاربة من زوج أم يريد اغتصابها..
تحسبني صدقت فيلمها الممل هذا عندما طلبت منها أن ترافقني ..
تفعل.
أخبرها أن أنفُها أفطس وأُذُنَاها كبيرتان , وهذا سيئ للغاية .. فَتِلكَ الأعضاء لا تتوقف عن النمو أبداً..
تصاب بالفزع والوجوم بصورة أفظع مما وجدتها عليها..
وعندما هممت بتقبيلها , قالت إنها لا تفعل هذا إلا مع من يحبها!
حسنٌ , "أُحِبُكِ" ..واغتصبتها!
دون أن تقوى على الصراخ ..بعد أن هددتها بالفضيحة والسكين!
نسيت استنتاج (عقلي) حول أنها كانت مُرَقّعَة -لا عذراء- عندما سألتها :
"لماذا لم تمارسي إلا فِعل (التقفيش) فقط؟"
وبمجرد ما خرجت علامة الاستفهام من عيني.. شعرت بغبائي!
أدركت أن الإجابة ستكون :
"لم يمسسني بشر قَطّ"!
وقد كانت.
.........................
(أصبحنا لا ننظر لجمال الطبيعة في الصورة , وأخذنا نتساءل حول الثمن الذي تقاضاه المصور .. أو حول رغبته في التباهي : "رحت أماكن عمركم ما هتروحوها")
.........................
كدت أشعر بالندم على ما فعلته بها..
لكن!
(عقلي) أيقظني :
"أنت لا تندم إلا على فعل الخير عندما يرد إليك شراً أو شكاً ..فلماذا تفعله-لعنك من يقدر على لعنك-؟"
- هناك من يندمون على فعل الشر.
"خطأ"
- هناك من يمثلون أنهم نادمون على فعل الشر.
"خطأ أيضاً"
- هناك من يصدقون أنفسهم أنهم لا يمثلون أنهم نادمون على فعل الشر.
..
اتفقنا؟
.
(يتبع)
..........................

ليست هناك تعليقات: