١‏/٧‏/٢٠٠٨

الولدان السيس المخلدون (16) : "وقفة"

أخبرني : أنا عايز انتقم !
سألت : من مين؟
قال : من كل اللي نام معاها..
ضحكت حتى الثمالة .. ثم قلت ..
"ما تقلقش يا سيدي الحكومة خدتلك بتارك النهاردة من أكتر واحد نام معاها" ..
سألني : طب وإنت؟؟؟
أجبت : برضه حصل!
(يصاب بالإغماء)
مشكلة من ينظرون إلى مفككي الأوهام ومثبتي فكر اللاخرافة لديهم .. أنهم يعتقدوا أن هؤلاء أنبياء .. وإن كل الأنبياء المزعومين كانوا يا قساة يا أساطير ..
هؤلاء المتحررون عن قريب يظلوا يؤمنوا بفكر نبوات الآخرين ممن هدموا لديهم فكر النبوات الموروثة ..
...............................
ليه الواحد بيتجوز واحدة وينام معاها وهو عارف إنه لو مكانش موجود في حياتها كانت هتلاقي راجل غيره؟؟ ..
ليه الناس مش مصدقة إن العبث هو المسيطر؟!
ليه رغم تخلصنا من الخرافات نظل نردد خرافات أخرى أخلاقية؟؟
لمَ نحارب العبث الموجود بداخلنا ولا نتركه على طبيعته؟؟
هل حربنا على عبثنا هي نوع آخر من العبث؟؟
..................................
في المقابلة الثانية لي مع أهل العروس ..
قابلت النطع مرة أخرى , تحدثنا فيها كثيراً , رغم محاولتي لاجتنابه ..
ولا أدري لِمَ حكيته أسراري ..
لكني لم أقابله ثانية!!
وظل عقلي هو صديقي الصدوق ..
...................................
أندهش من أسرة زوجتي عندما يجدوني أتخاطب مع عقلي
(إيه اللي لم الشمل)
لا أفهم , فأطنش...
...................................
كأني لست مني....فمن أنا يا "محمود يا درويش"؟؟!!
..................................
اعتقد أنه لا فائدة من أن أخبرك أنه لا فائدة..
أنت تعلم هذا جيداً!
...................................
وخطيبتي هذه..
التي كان يؤدبها لي ..
كنت أتضايق وقتها .. قبل أن أعلم أنها قد خانتني مع طوب الأرض..
.....................................
ما هو الحل؟!
ما هذا الجنان؟!
هل أصرخ أمام انفصاماتي العدة وأخبرهم أن كلنا السيس وسيسي لم يمت؟
أم أحارب المرتدين عن مبادى سيسي الأكبر وآمر الناس بجمع أقواله المبعثرة؟
دوما ما أعذر الرجل الثاني ..
....................................
الحل أمامي :
هو خطيب أخت خطيبتي , مهندس الإلكترونيات , الساذج , الذي لم تترك خطيبته قضيب رجل إلا ولعقته ..
لكني آمنت بــ سيسي الأكبر .. بعدما جعلني أظن أنه قارئ أفكار ..
فكيف سأجعل مسيوسي هذا مؤمنا برسالتي؟!
لست بارعا في قراءة الناس كسيسي إذن يبقى الحل الثاني : أن افتعل مشاجرة مع خطيبته أمامه بغرض تأديبها , بعدها أخبره بمراقبتها .. ويعود ليبكي في حضني فاشخا أذنيه كحال فخذي عاهرة مصرية بعد ما ألغوا الدعارة...
..........................
الآن اختلط الأمر علي ..
و لا أدري - من حالة الاستحواذ هذه التي أصابتني - أي من نصائح وأفعال القوة صدرت عني معلماً مسيوسي أو عن سيسي –النطع- الأعظم وهو يعلمني.!
و أي من التساؤلات/التصرفات الغبية صدرت مني أمام سيسي وأيها من مسيوسي أمامي.
كل هذا هراء!
يجب أن ينتهي عهد تقديس الأنبياء والآلهة :
إن كنت تقسم فولدرات الأغاني على جهازك باسم المطرب فغير هذا فوراً ..
قَدِس الأشياء , لا صانعيها ..
نعم لــ (ساح يا بداح) ولا لـــ (منير) ..
ما اسم أبطال هذه الرواية؟
هل هذه فعلا رواية؟
أم بحث؟
أم بحثرواية؟؟
الأكيد أن هناك شخصيات ..
الأكيد أن هناك كتابة ..
هل ستكره (الأب الروحي) إن كان مخرجه ليس كوبولا؟
هناك أبرياء ماتوا ونحن نلعنهم ...
وغيرهم مات ونحن لا نذكرهم .. أو لا نذكر إننا ننساهم!
نحن الولدان السيس المخلدون , الوحيدون , القادرون على سماع نحيبهم ..
والانتقام لهم..
..........................
يسب زوج أخت زوجته , ويطلب مني ألا أغضب ..
فأخبره إني لا أنكر , أنه كان أستاذي .. وطالما هو أستاذي..
فيحق لي أن أسبه معك!
..........................
قابلته أول مرة في حفل خطبتي..كان وقتها قد قرأ الفاتحة مع الوالد.
.........................
بعدما يفيق من إغمائه ..
يسألني : إنت ليه بتعمل كدة؟
آه...
التاريخ يعيد نفسه , ولابد أن أُظهر شخصيتي المختلفة..
أطلِق الإخوان ليتوغلوا بين الناصريين يا "سادات"..
لكن بكل غباء مطلق..أحكيه قصتي!
يتأثر , ويحتضنني , ويشعرني بالندم ..
خاصة عندما أتاني ذات يوم يسألني :
هو أنا تابع ليك؟؟
أسأله عن الهدف من السؤال!
يرد :
مش عايز أكون كدة , أنا بحب أفكارك , بس برضه لازم تكون ليا شخصيتي!
اَبتَسِم.
......
اِخبِر عصا حقيرة أن أحدهم قد خانك , وأولِها ظهرك لفترة ..
ستنبث فيها الروح..
وحاول جاهداً أن تخرجها من مؤخرتك ..
هل كنت أجرؤ على سؤال سيسي الأعظم السؤال ذاته؟
آهِ منكم يا عبيد الشهوات!
يلزمنا وقفة هنا!
.
(يتبع)
............................

ليست هناك تعليقات: